منذ حوالي شهرين تقريبًا قرأتُ أن شركة خطوط سكة حديد يابانية قامت بنشر اعتذار رسمي للمسافرين على محطة مينامي قرب طوكيو، وسبب هذا الاعتذار أن القطار تحرك قبل عشرين ثانية من موعده المحدد!
أردتُ يومها أن أُعلق على الأمر، ثم قلتُ في نفسي: لعلّ اعتذار الشركة من باب الحركات التسويقية!
وقولي هذا لم يكن من باب سوء الظن، مع أني أسأل الله العافية- كثيرًا ما أسيء الظن- فهكذا نحن البشر إذا أعجبتنا التصرفات غُصْنا في نوايا أصحابها! ودومًا ما أبررُ سوء ظني بقول العرب الشهير: سوء الظن من حُسن الفِطن!
ومؤخرًا صرتُ أُلبِسُ سوء ظني ثوبًا من التقوى، بعد أن قرأتُ تفسير آية راق لي كثيرًا! يقول الله تعالى في سورة الحجرات، التي يسميها المفسرون سورة الأدب الإسلامي: «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظنّ إن بعض الظن إثم» ويقول المفسر: إذا كان بعض الظنّ إثم فإنه بمفهوم المخالفة يكون أغلب الظن بِرّ!
ثم إني البارحة قرأتُ أن أحد الفنادق في طوكيو، أبلغ جميع نزلاء الفندق بأنه سيقوم بقطع خدمة الإنترنت عنهم لمدة دقيقة واحدة! من الرابعة فجرًا حتى الرابعة والدقيقة بسبب استبدال جهاز صغير، ولم ينسَ الفندق أن يُرفق بلاغه هذا بأسف شديد من نزلائه!
عندها قلتُ إن هذا الأمر بلغ مرحلة لا يجب السكوت عنها! وإن على اليابان أن تبحث عن كوكب آخر وتتركنا وشأننا، لأنه عيب عليهم أن يذكرونا بين فترة وأخرى بنقصنا! تصرفاتهم النبيلة هذه تساهم في تعذيبنا، وتفسد علينا كل محاولات التأقلم مع ظروف عدم الاحترام كزبائن أولًا، وكبشر ثانيًا!
الأمر أشبه أن يشكو مُتخمٌ لجائعٍ ما فعلته الوجبة الدسمة في بطنه!
ويُحدّث رياضيٌّ رجلًا مقعدًا عن متعة الجري صباحًا! ويُحدث رجلٌ رجلًا عقيمًا عن سعادته وهو يضم أولاده!
نحن شعبٌ إذا انقطعتْ خدمات الإنترنت نهارًا كاملًا يقولون لنا: أعيدوا تشغيل الراوتر، مع أنهم يعرفون ونعرف أن نزع فيش الراوتر وإدخاله مجددًا لن يحل المشكلة، ولكننا نتّبع التعليمات التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع! ورغم هذا نعيش والحمد لله أن أمورنا تسير ولو كان «بالتدفيش»، فلماذا تأتي اليابان لتخبرنا أن قطع الإنترنت لدقيقة واحدة هو جريمة شنعاء يجب الاعتذار عنها!
نحن شعب نقف في الطوابير لساعات في الجامعات والإدارات الرسمية ومطاعم الوجبات التي يفترض أنها سريعة، ونحمد الله أيضًا ولا نشكو، فلماذا تأتي اليابان لتخبرنا أن عشرين ثانية من حياة الإنسان هي ملكه ولا يحق لأحد أن يهدرها له!
علينا جميعًا نحن الأكثرية الساحقة المُمْتَهنة من سكان هذا الكوكب، أن نتحد ونقف موقفًا صارمًا في وجه اليابان التي تحاول أن تُفسد علينا حياتنا، وأن ننادي بصوت واحد أخرجوا اليابان من كوكب الأرض!
بقلم:أدهم الشرقاوي
أردتُ يومها أن أُعلق على الأمر، ثم قلتُ في نفسي: لعلّ اعتذار الشركة من باب الحركات التسويقية!
وقولي هذا لم يكن من باب سوء الظن، مع أني أسأل الله العافية- كثيرًا ما أسيء الظن- فهكذا نحن البشر إذا أعجبتنا التصرفات غُصْنا في نوايا أصحابها! ودومًا ما أبررُ سوء ظني بقول العرب الشهير: سوء الظن من حُسن الفِطن!
ومؤخرًا صرتُ أُلبِسُ سوء ظني ثوبًا من التقوى، بعد أن قرأتُ تفسير آية راق لي كثيرًا! يقول الله تعالى في سورة الحجرات، التي يسميها المفسرون سورة الأدب الإسلامي: «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظنّ إن بعض الظن إثم» ويقول المفسر: إذا كان بعض الظنّ إثم فإنه بمفهوم المخالفة يكون أغلب الظن بِرّ!
ثم إني البارحة قرأتُ أن أحد الفنادق في طوكيو، أبلغ جميع نزلاء الفندق بأنه سيقوم بقطع خدمة الإنترنت عنهم لمدة دقيقة واحدة! من الرابعة فجرًا حتى الرابعة والدقيقة بسبب استبدال جهاز صغير، ولم ينسَ الفندق أن يُرفق بلاغه هذا بأسف شديد من نزلائه!
عندها قلتُ إن هذا الأمر بلغ مرحلة لا يجب السكوت عنها! وإن على اليابان أن تبحث عن كوكب آخر وتتركنا وشأننا، لأنه عيب عليهم أن يذكرونا بين فترة وأخرى بنقصنا! تصرفاتهم النبيلة هذه تساهم في تعذيبنا، وتفسد علينا كل محاولات التأقلم مع ظروف عدم الاحترام كزبائن أولًا، وكبشر ثانيًا!
الأمر أشبه أن يشكو مُتخمٌ لجائعٍ ما فعلته الوجبة الدسمة في بطنه!
ويُحدّث رياضيٌّ رجلًا مقعدًا عن متعة الجري صباحًا! ويُحدث رجلٌ رجلًا عقيمًا عن سعادته وهو يضم أولاده!
نحن شعبٌ إذا انقطعتْ خدمات الإنترنت نهارًا كاملًا يقولون لنا: أعيدوا تشغيل الراوتر، مع أنهم يعرفون ونعرف أن نزع فيش الراوتر وإدخاله مجددًا لن يحل المشكلة، ولكننا نتّبع التعليمات التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع! ورغم هذا نعيش والحمد لله أن أمورنا تسير ولو كان «بالتدفيش»، فلماذا تأتي اليابان لتخبرنا أن قطع الإنترنت لدقيقة واحدة هو جريمة شنعاء يجب الاعتذار عنها!
نحن شعب نقف في الطوابير لساعات في الجامعات والإدارات الرسمية ومطاعم الوجبات التي يفترض أنها سريعة، ونحمد الله أيضًا ولا نشكو، فلماذا تأتي اليابان لتخبرنا أن عشرين ثانية من حياة الإنسان هي ملكه ولا يحق لأحد أن يهدرها له!
علينا جميعًا نحن الأكثرية الساحقة المُمْتَهنة من سكان هذا الكوكب، أن نتحد ونقف موقفًا صارمًا في وجه اليابان التي تحاول أن تُفسد علينا حياتنا، وأن ننادي بصوت واحد أخرجوا اليابان من كوكب الأرض!
بقلم:أدهم الشرقاوي