دائما ما تصاحب الانتفاضات الفلسطينية ظهور العديد من الأعمال الفنية التي تخلد الحدث وتعكس للعالم الحقيقة من خلاله، سواء أكانت تلك الأعمال سينمائية أو تليفزيونية أو أعمالا غنائية، ولأن الأحداث الحالية في غزة لها نصيب الأسد من متابعة الشعوب العربي، بل والعالم أجمع لما تحظى به من وحشية مضاعفة من قبل الاحتلال ضد أشقائنا في فلسطين، فقد قرر مجموعة من الفنانين الشباب التضامن مع غزة من خلال عمل فني غنائي جديد يحمل اسم «انتفاضة».
أغنية «انتفاضة» التي قدمها الفنان المصري شريف عبد المنعم وصلت سريعاً إلى قلوب الجماهير العربية في وقت بسيط، حيث قدم عبد المنعم، برفقة زميله مطرب الراب أحمد ماهر تلك الأغنية بدافع المساندة والمؤازرة للشعب الفلسطيني كرسالة واضحة وصريحة في وجه العدوان الغاشم على أهل غزة وأشقائنا في فلسطين.
وفي تصريحات خاصة لـ «الوطن » أعرب الفنان شريف عبد المنعم عن سعادته البالغة لما حققته الأغنية من انتشار ونجاح وردود فعل من قبل الجمهور العربي في مختلف الدول، حيث أكد أنه تلقى العديد من الآراء الإيجابية المساندة لفكرة الأغنية والتي كان مجملها، يؤكد على أن العمل ورسالته قد وصلت بالفعل إلى الجمهور وحققت الهدف المأمول.
وأشار عبد المنعم إلى أن الأغنية بمثابة رسالة من مصر إلى فلسطين، رسالة باسم الفن المصري والفنانين المصريين إلى اخوتنا وأشقائنا وأهالينا في قطاع غزة وفي فلسطين الصامدة.
وحول المدة التي استغرقها العمل والتحضير له قال عبد المنعم إن العمل استغرق تحضيره قرابة الـ 30 يوما، حيث بدأ بفكرة استمدها من موقف إنساني بحت عندما شاهد على إحدى القنوات التليفزيونية أحد الناجين من تحت الركام وهو يقول إنه لن يترك منزله رغم استشهاد أسرته وأطفاله، فقد قال للمذيع «سأبات في بيتي المهدم ولن أرحل» وكرر الجملة.. وأشار إلى أنه سيذهب لتشييع جثمان أطفاله ويعود مرة أخرى إلى منزله الذي أصبح ركاماً، مؤكداً انه لن يتركه أبداً حتى يموت، وكشف عبد المنعم أن هذه الكلمات أثرت فيه بشكل كبير، وقرر بعدها أن يقدم رسالة للعالم بأسره يحاول من خلالها أن يعكس ما يحدث على الأراضي الفلسطينية من ظلم وقهر للإنسانية وللطفولة والبراءة التي لم يرحمها بطش هؤلاء الصهاينة.
وأضاف: الأغنية كتب كلماتها الشاعر محمود شوقي، وقررنا أن تحمل الأغنية مفردات وجملا تحفز أشقاءنا على الصمود وتقوي من عزيمتهم، وكذلك تعكس الجرم الصهيوني واللا إنسانية التي يتبعها جيش الاحتلال في هذه الحرب ضد الأطفال والنساء وأصحاب الأرض في فلسطين العزيزة على قلوبنا.
ويشير عبد المنعم إلى أن الأغنية من رؤية فنية له كما قام أيضاً بتلحينها ووزعها محمد هارون، وهندسة صوتية وماستر لمحمد جودة، وتم التسجيل باستوديو التكامل، وهي من إنتاج (Non Stop Music- Sherif abdel moniem)، مؤكداً أنه قدم من خلال شركته الخاصة أكثر من أغنية سابقة ولكنه أراد الإعلان عن الشركة مع هذه الأغنية تحديداً لتحمل معها معاني الإنسانية والوفاء والعزة والنصر والتضامن مع أشقائنا في فلسطين.