الهدنة المؤقتة كشفت عن حجم الكوارث الإنسانية والدمار الكبير الذي لحق بقطاع غزة منذ بدأت الحرب وانه بالرغم من التقييدات والمنع الذي فرضته سلطات الاحتلال على الصحفيين ووسائل الإعلام لإخفاء حقيقة الجرائم والمجازر والدمار الهائل الذي ارتكبته في قطاع غزة وشماله بشكلٍ خاص، إلا أن ما نشر حتى الآن وفي ظل التهدئة، يكشف ولو بصورة جزئية عن حجم الكارثة التي حلت بالقطاع جراء وحشية القصف للمنازل والأبراج والمنشآت والمؤسسات على اختلاف أنواعها.
الإنسانية سقطت تجاه الكارثة الإنسانية التي حلت في قطاع غزة وتعكس الصورة الحجم غير المسبوق للكارثة والمأساة التي يعيشها المواطنون في القطاع، سواء من بقوا في الشمال أو نزحوا للوسط والجنوب، وان الحالة التي فرضها الاحتلال عليهم ويحرمهم من مشاهدة منازلهم المدمرة كليا أو جزئيا، فتجدهم يبحثون في ركامها عن شهدائهم أو بعض أشيائهم الضرورية، بلا ماء وطعام وخبز وكهرباء ودواء ووقود، وبلا مقومات للحياة ولو بحدها الأدنى.
جيش الاحتلال القاتل يستمر في تنفيذ مخططات الإبادة والتهجير ويهدد في اختراق التهدئة المؤقتة واستعادة عدوانه المجرم، حيث عملت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ سياسة التهجير على المستوى الداخلي والقسري لأكثر من 1.7 مليون فلسطيني وفلسطينية، بينهم أكثر من 788.800 من النساء والفتيات، وعرضتهم للتجويع والترهيب وانقطاع الماء والدواء والكهرباء والوقود والعلاج والعناية الصحية، بعد أن قصفتهم في أماكن نزوحهم أو خلال نزوحهم، بما يشمل المستشفيات ودور العبادة والمدارس وغيرها من الملاجئ، بحيث أصبح لا مكان آمن في قطاع غزة.
لا بد من الوقف الفوري للعدوان على قطاع غزة ورفع الحصار عنها، ووقف المجازر والإبادات الجماعية للمدنيين العزل، والسماح بدخول الطعام والماء والوقود والكهرباء والمساعدات الطبية والإنسانية، والمجتمع الدولي والأطراف كافة مطالبة بسرعة الاستجابة لنداء الإنسانية والانحياز لمبادئها وضرورة حمايتها.الدستور الأردنية