+ A
A -

تمتلئ شوارع العواصم والمدن الغربية بالمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، وفي لندن وحدها خرج حوالي نصف مليون شخص احتجاجا على العدوان الإسرائيلي، وكانت تلك التظاهرة، واحدة من أكبر كوابيس الحكومة الإسرائيلية التي فشلت فشلا ذريعا في تسويق عدوانها، ومحاولة تصويره على أنه دفاع عن النفس.

هذه التظاهرات أجبرت الحكومات الغربية على تغيير مواقفها المعلنة لصالح إسرائيل والتعامل بموضوعية مع ما يحدث في غزة، وقد رأينا عدة أمثلة على هذا التغير، كما الحال في فرنسا، التي بدأت تنظر إلى الجانب المظلم لهذا العدوان، بعد أن أبدت انحيازا واضحا لصالح إسرائيل في الأيام الأولى له.

هناك جدل واسع حول «اليوم التالي» لهذه الحرب، وما كانت تقوله تل أبيب حول تدمير «حماس» والسيطرة أمنيا على قطاع غزة لا يبدو أنه قابل للتحقيق، أولا لأن المقاومة سوف تستمر بحماس أو بغيرها، فهي مقاومة شعب يتطلع إلى نيل حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشرقية.

ثانيا، لأن حركة حماس أصبحت «فكرة»، وهذا يعني أنه من المستحيل تماما القضاء عليها، وبغض النظر عن النتيجة العسكرية لهذه الحرب الهمجية التي استأنفتها قوات الاحتلال أمس، إلا أن ما هو مؤكد أن نتانياهو وحكومته سوف ينتهي بهم المطاف إلى فشل دبلوماسي هائل، هو ما يتعين عليهم الالتفات إليه عند الحديث عن «اليوم التالي»، وليس من سيحكم القطاع ويتحكم في شؤونه، إذ لن يحكمه سوى أهله، وأي ترتيب آخر سيكون مصيره الفشل التام.

copy short url   نسخ
02/12/2023
335