.. و«النون والألف»، في متغطرسينا هذه، التي في العنوان أعلاه، تعود علينا بني العرب، وربما على المسلمين عموما، الذين أصبح بأسهم بينهم شديدا، بل صار أنكى وأشد ضراوة على بأسهم – إن وجد– ضد من اغتصب أرضهم وانتهك مقدساتهم، ونهب ثرواتهم.
الذي تابع تفاعلات الأزمة بين الولايات المتحدة الأميركية، وكوريا الشمالية، قبل أشهر قليلة، كان يتصور أن حربا نووية تلوح في الأفق، لن تبقي ولن تذر. فالرئيس «ترامب» والزعيم «كيم»، استعر بينهما الخلاف بشكل شخصي، ووصل إلى حد التنابز بالالقاب، وتبادل الاهانات بصورة لم يسبق ان حدثت بين رئيسين من قبل. فقد استغل ترامب ظهوره الأول بالأمم المتحدة ليكشر عن أنيابه تجاه كيم حيث وصف نظامه بالفاسد والشرير، وسخر منه واصفا إياه بـ «رجل الصواريخ الصغير»، قبل أن يهرع إلى منصته المحببة تويتر ويصف غريمه بأنه «مجنون لا يخشى تجويع شعبه وقتله».
في المقابل، شنت كوريا الشمالية هجوما كلاميا كاسحا على الرئيس الأميركي، ووصفته الخارجية الكورية بأنه رجل مصاب بجنون العظمة، ثم دخل كيم نفسه ساحة النزال ليهدد غريمه بأنه سيلقنه «درسا بالنار».
الى أن وصل الأمر إلى التهديد بزر السلاح النووي. فالزعيم الكوري الشمالي، قال في يناير الماضي إنه يملك «زراً نووياً» في مكتبه الرئاسي في بيونغ يانغ. ليرد عليه ترامب.. «رجاءً ليبلغه أحد في نظامه المنهك الجائع، بأن لديّ على مكتبي أيضاً زرّاً نووياً أكبر وأقوى وأكثر فاعلية، والأهم أنه يعمل».
بعد كل هذه الحرب الكلامية، يعلن زعيم كوريا الشمالية عن رغبته بلقاء الرئيس الأميركي، ويرحب الأخير. ورغم تعقد الحسابات السياسية والاقتصادية والتدخلات الإقليمية، التي حرّكت بيونغ يانغ تجاه طلب اللقاء والحوار، إلا أن الأمر في النهاية، لا يخرج عن كونه، خضوعا لقواعد السياسة، وتماهيا مع دروس التاريخ، التي تقطع بأن لا حل لأي مشكلة أو خلاف الا بالحوار، وانه حتى الحروب ليست إلا مرحلة من اجل الجلوس على الطاولة.
المدهش ان الحوار والجدل بالتي هي أحسن، وقبل ظهور كافة النظريات السياسية، منهج إسلامي، أقره ديننا الحنيف. حتى مع المخالفين أمرنا بالجدل معهم، بل واشترط ان يكون جدلا بالتي هي أحسن.. لكن المؤسف – هذه المرة– أن العالم كله يطبق هذا المنهج.. إلا متغطرسينا!
بقلم : محمود عيسى
الذي تابع تفاعلات الأزمة بين الولايات المتحدة الأميركية، وكوريا الشمالية، قبل أشهر قليلة، كان يتصور أن حربا نووية تلوح في الأفق، لن تبقي ولن تذر. فالرئيس «ترامب» والزعيم «كيم»، استعر بينهما الخلاف بشكل شخصي، ووصل إلى حد التنابز بالالقاب، وتبادل الاهانات بصورة لم يسبق ان حدثت بين رئيسين من قبل. فقد استغل ترامب ظهوره الأول بالأمم المتحدة ليكشر عن أنيابه تجاه كيم حيث وصف نظامه بالفاسد والشرير، وسخر منه واصفا إياه بـ «رجل الصواريخ الصغير»، قبل أن يهرع إلى منصته المحببة تويتر ويصف غريمه بأنه «مجنون لا يخشى تجويع شعبه وقتله».
في المقابل، شنت كوريا الشمالية هجوما كلاميا كاسحا على الرئيس الأميركي، ووصفته الخارجية الكورية بأنه رجل مصاب بجنون العظمة، ثم دخل كيم نفسه ساحة النزال ليهدد غريمه بأنه سيلقنه «درسا بالنار».
الى أن وصل الأمر إلى التهديد بزر السلاح النووي. فالزعيم الكوري الشمالي، قال في يناير الماضي إنه يملك «زراً نووياً» في مكتبه الرئاسي في بيونغ يانغ. ليرد عليه ترامب.. «رجاءً ليبلغه أحد في نظامه المنهك الجائع، بأن لديّ على مكتبي أيضاً زرّاً نووياً أكبر وأقوى وأكثر فاعلية، والأهم أنه يعمل».
بعد كل هذه الحرب الكلامية، يعلن زعيم كوريا الشمالية عن رغبته بلقاء الرئيس الأميركي، ويرحب الأخير. ورغم تعقد الحسابات السياسية والاقتصادية والتدخلات الإقليمية، التي حرّكت بيونغ يانغ تجاه طلب اللقاء والحوار، إلا أن الأمر في النهاية، لا يخرج عن كونه، خضوعا لقواعد السياسة، وتماهيا مع دروس التاريخ، التي تقطع بأن لا حل لأي مشكلة أو خلاف الا بالحوار، وانه حتى الحروب ليست إلا مرحلة من اجل الجلوس على الطاولة.
المدهش ان الحوار والجدل بالتي هي أحسن، وقبل ظهور كافة النظريات السياسية، منهج إسلامي، أقره ديننا الحنيف. حتى مع المخالفين أمرنا بالجدل معهم، بل واشترط ان يكون جدلا بالتي هي أحسن.. لكن المؤسف – هذه المرة– أن العالم كله يطبق هذا المنهج.. إلا متغطرسينا!
بقلم : محمود عيسى