تكتسب العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين دولة قطر والجمهورية الفرنسية، أهمية خاصة تعززها الرغبة المشتركة على تطوير هذه الشراكة سواء عبر الزيارات المتبادلة بين البلدين، وآخرها الزيارة الرسمية التي أجراها صاحب السمو إلى باريس في فبراير «2023»، والتي سبقتها زيارتان للرئيس الفرنسي إلى دولة قطر خلال عام «2022».

كما تعززت هذه العلاقات الاستراتيجية عبر توقيع العديد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم وفي مقدمتها اتفاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين، والتي تكرس التوافق الكبير بين البلدين في الرؤى حيال العديد من القضايا العربية والإقليمية والدولية، وهي اتفاقات جاءت ثمرة مساعي قادة البلدين لتحقيق تقارب أكبر للوصول إلى شراكة استراتيجية تليق بمكانة وحجم البلدين الصديقين.

وقد جاءت محادثات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ورئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون في مرحلة دقيقة من تاريخ منطقتنا التي تشهد أحداثا خطيرة، لا سيما تطورات الأوضاع في غزة، وما يتطلبه ذلك من ضرورة العمل بشكل جاد ومثابر لأجل وقف الحرب، حيث أكد سمو الأمير المفدى على أهمية مواصلة الجهود الدولية المشتركة لضمان العودة إلى التهدئة ووقف دائم لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، وإيجاد حلول تضمن قيام الدولتين وفق القرارات الدولية والأممية، وهي المواقف التي لطالما عبر عنها صاحب السمو باعتبارها السبيل الوحيد لإنهاء هذه الحرب وإيجاد حل نهائي يراعي الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وأهمها قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.