تتواصل جرائم الاستيطان ومنظمات المستوطنين واعتداءاتهم المتواصلة تحت حماية حكومة الاحتلال، وهذه الجرائم المستمرة ستكون نتائجها إغلاق أية فرصة أمام الحلول السياسية للصراع. وقد صادرت قوات الاحتلال مؤخرا 1480 دونما من أراضي جالود وقريوت جنوب نابلس، وترمسعيا والمغير شمال رام الله، لصالح الاستيطان، وبناء تجمع استيطاني ضخم في المنطقة لاستكمال فصل شمال الضفة عن وسطها وجنوبها، إضافة إلى اعتداءات عصابات المستوطنين وعناصرهم الإرهابية ضد الفلسطينيين وأرضهم وأشجارهم وممتلكاتهم، والتي تتم بحماية قوات الاحتلال، وآخر هذه الاعتداءات تمثل باقتلاع 400 شتلة زيتون في قرية دير شرف غرب نابلس.وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن إفلات إسرائيل من المحاسبة والعقاب وتعايشها مع سقف ردود الفعل الدولية المتدنية، خاصة تجاه الاستيطان، وغياب الإرادة الدولية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، عوامل تشجع دولة الاحتلال على التمادي في تقويض فرصة حل الصراع بالطرق السياسية السلمية التفاوضية.واستمرارا لجرائم المستوطنين، فقد اقتحم العشرات منهم أمس المسجد الأقصى المبارك بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن «الهيكل المزعوم»، كما أدوا طقوسًا تلمودية في منطقة باب الرحمة، ما أثار استفزاز الحراس والمصلين، وواصلت شرطة الاحتلال التضييق على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، واحتجزت هوياتهم الشخصية.ولعل من أسوأ الممارسات للاحتلال أنه يمنع أي ترميم في المسجد الأقصى، رغم تساقط الحجارة من جدرانه، ومن المسجد القديم، وقد كشفت المخططات التوسعية والتهويدية اتجاه النية لتفريغ الجزء الجنوبي من مقبرة باب الرحمة في أقصى جنوب المصلى المرواني.