+ A
A -
كان تفكك الاتحاد السوفياتي (ديسمبر 1991) إشارة لانتهاء الوجود القانوني لدولة اتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية، وإلى نهاية المعسكر الشرقي والحرب الباردة، التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية، وأدت إلى انقسام العالم بين كتلتين، تتبعهما الكثير من الدول، التي لم تكن عضوا مباشرا في أي منهما. هناك حرب باردة جديدة اليوم، وهي ربما أكثر سخونة من الحرب الباردة القديمة، لكن العالم لم يعد في معسكرين شرقي وغربي، فهو اليوم إما «دول عميقة»، يحكمها الجيش والأمن والمؤسسات البيروقراطية المدنية، أو ديمقراطيات تحتكم لمؤسسات لا دخل للجيش والأمن في تسيير شؤونها.
«الدول العميقة» تحاول تقديم نفسها للعالم على أنها دول تحكمها المؤسسات، وهي في معظمها لديها «واجهات ديمقراطية» وعمليات انتخاب ومؤسسات تشريعية، كلها صورية حيث القرار في نهاية الأمر لمجموعة من القوى العسكرية والأمنية.
حرب «المعسكرين» الشرقي والغربي أخذت طابعا أيديولوجياً، لكن حرب اليوم تبدو فوضوية بلا عقيدة، همّ أطرافها الاستئثار بالحكم، عبر ظهور سلالات حاكمة، لم تكن معروفة سابقا، تستمد وجودها من مؤسسات ومفاصل الدولة المدنية والعسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية والقضائية، التي توظفها لخدمة أهدافها، وهي مستعدة للتسبب بأي كارثة، طالما كان ذلك يحفظ مصالحها ويؤمن استمرارها، وهي تبني تحالفاتها تبعا لذلك، دون أي اعتبار لمصالح شعوبها.
الحرب الباردة للمعسكرين الشرقي والغربي كانت أكثر رأفة، حدودها معروفة، وطبيعة صراعاتها مفهومة، لكن حرب اليوم بلا حدود ودون ضوابط، وهي يمكن أن تكون مفتوحة على كل المفاجآت السيئة.
المقارنة تنذر بالأسوأ، فسباق التسلح على أشده، والمواجهة تبدو أكثر احتمالا مع أسلحة متوحشة تضخ الدول الكبرى المليارات لجعلها أكثر توحشا.
هل هي نهاية العالم؟.
ربما.
بقلم : حسان يونس
«الدول العميقة» تحاول تقديم نفسها للعالم على أنها دول تحكمها المؤسسات، وهي في معظمها لديها «واجهات ديمقراطية» وعمليات انتخاب ومؤسسات تشريعية، كلها صورية حيث القرار في نهاية الأمر لمجموعة من القوى العسكرية والأمنية.
حرب «المعسكرين» الشرقي والغربي أخذت طابعا أيديولوجياً، لكن حرب اليوم تبدو فوضوية بلا عقيدة، همّ أطرافها الاستئثار بالحكم، عبر ظهور سلالات حاكمة، لم تكن معروفة سابقا، تستمد وجودها من مؤسسات ومفاصل الدولة المدنية والعسكرية والسياسية والإعلامية والأمنية والقضائية، التي توظفها لخدمة أهدافها، وهي مستعدة للتسبب بأي كارثة، طالما كان ذلك يحفظ مصالحها ويؤمن استمرارها، وهي تبني تحالفاتها تبعا لذلك، دون أي اعتبار لمصالح شعوبها.
الحرب الباردة للمعسكرين الشرقي والغربي كانت أكثر رأفة، حدودها معروفة، وطبيعة صراعاتها مفهومة، لكن حرب اليوم بلا حدود ودون ضوابط، وهي يمكن أن تكون مفتوحة على كل المفاجآت السيئة.
المقارنة تنذر بالأسوأ، فسباق التسلح على أشده، والمواجهة تبدو أكثر احتمالا مع أسلحة متوحشة تضخ الدول الكبرى المليارات لجعلها أكثر توحشا.
هل هي نهاية العالم؟.
ربما.
بقلم : حسان يونس