فهد الخيطان
منحت زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي جاريد كوشنر إلى المنطقة مؤخرا، المراقبين وأصحاب الشأن التعرف عن قرب على الملامح الرئيسية لخريطة الطريق الأميركية لحل الصراع الفلسطيني الرئيسي، التي سبق للرئيس الأميركي أن وعد بطرحها على الطرفين، لا بل وفرضها حلا لا مفر منه للصراع!
حضر «صهر ترامب» المقرب جدا منه إلى المنطقة والتقى قادة فلسطينيين وإسرائيليين كما زار دولا أخرى ذات صلة بالقضية. وبعد أيام قليلة على مغادرته الشرق الأوسط سربت أوساط فلسطينية فحوى الأفكار الأميركية «العبقرية» للحل، وتتضمن إقامة حكم ذاتي محدود للفلسطينيين عوضا عن حل الدولتين المتفق عليه دوليا، وتقديم تسهيلات اقتصادية للفلسطينيين في إطار حل إقليمي.
وذكرت المصادر أن الإدارة الذاتية الموعودة ستقام في المناطق «أ» وبعض مناطق «ب» و«ج» من أراضي الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القرى والبلدات المحيطة، مثل أبو ديس، دون أي ذكر لمدينة القدس المحتلة.
تنسف الخريطة الأميركية بشكل كامل كل ما صدر من قرارات دولية بشأن القضية الفلسطينية، وما تم الاتفاق عليه سابقا بين الطرفين، كما تتجاهل بنود مبادرة السلام العربية. المشروع الأميركي لا يأتي على ذكر الدولة الفلسطينية المستقلة وحدود 67 وحق العودة للاجئين والقدس الشرقية.
الحكم الذاتي هو مشروع صهيوني قديم، تبناه اليمين في إسرائيل وأخفقت حكوماته المتتالية بفرضه على الشعب الفلسطيني. وفي مراحل لاحقة من الصراع اقترب الطرفان من التوافق على مبدأ حل الدولتين، بضغط من إدارات أميركية سابقة، لكن مع وصول ترامب إلى الحكم في أميركا وصعود اليمين المتطرف في إسرائيل تراجع الحديث تماما عن حل الدولتين.
إسرائيل دولة الاحتلال ذاتها تغيرت، فليس اليسار الذي اختفى فيها تماما بل اليمين التقليدي أيضا وحل مكانهما تيار متطرف هيمن على الاتجاه العام في الرأي العام الإسرائيلي. تيار يقوده غلاة المستوطنين والقتلة، يساندهم أعتى رموز اليمين في أميركا وفي قلب الإدارة الأميركية.
الوسيط الأميركي نفسه «كوشنير» يهودي متشدد وداعم للحركة الصهيونية، ويمثل مصالحهم في واشنطن، ولا يتخيل أحد أن شخصا بمواصفاته يمكن أن يلعب دور الوسيط النزيه، أو يدعم حق الفلسطينيين بدولة مستقلة.
من المتوقع أن يطرح ترامب بشكل مباشر أفكاره للحل على الطرفين في اجتماع مقرر مع محمود عباس وبنيامين نتانياهو على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا الشهر. ورغم التوقعات الحذرة عربيا حيال الأفكار الأميركية إلا أن الاتجاه العام يشعر بخيبة أمل مبكرة في ضوء ما تمخضت عنه زيارة كوشنير للمنطقة.
ثمة من يعتقد أن ترامب وبعد الجولة الاستكشافية لمبعوثه في المنطقة، لن يقدم على طرح حل متكامل يلزم به الجميع، وسيكتفي بدفع الطرفين لاستئناف المفاوضات من حيث المبدأ وضمن جدول زمني، على أن تلتزم الإدارة الأميركية بما يتوصل له الطرفان من خلال المفاوضات.
واضح منذ الآن أن نتانياهو لن يكون أكثر كرما من كوشنير، وسيناور في حدود الأفكار المقترحة أميركا، لا بل سيعمد لتحجيمها بفكرة السلام الاقتصادي وإنعاش الضفة الغربية دون الاقتراب من حل الدولتين.
الإدارة الأميركية وكما صرح ترامب أكثر من مرة لن تضغط على إسرائيل للقبول بحلول جاهزة. هذا يعني ببساطة أن إسرائيل ستدخل المفاوضات وهي متحررة من أية التزامات، بينما يكون الجانب الفلسطيني تحت الضغط لعدم تفويت فرصة سانحة للسلام.
عند هذا الحد سينتهي كل شيء، ولا يعود هناك طريق للسلام يسلكه الفلسطينيون.
منحت زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي جاريد كوشنر إلى المنطقة مؤخرا، المراقبين وأصحاب الشأن التعرف عن قرب على الملامح الرئيسية لخريطة الطريق الأميركية لحل الصراع الفلسطيني الرئيسي، التي سبق للرئيس الأميركي أن وعد بطرحها على الطرفين، لا بل وفرضها حلا لا مفر منه للصراع!
حضر «صهر ترامب» المقرب جدا منه إلى المنطقة والتقى قادة فلسطينيين وإسرائيليين كما زار دولا أخرى ذات صلة بالقضية. وبعد أيام قليلة على مغادرته الشرق الأوسط سربت أوساط فلسطينية فحوى الأفكار الأميركية «العبقرية» للحل، وتتضمن إقامة حكم ذاتي محدود للفلسطينيين عوضا عن حل الدولتين المتفق عليه دوليا، وتقديم تسهيلات اقتصادية للفلسطينيين في إطار حل إقليمي.
وذكرت المصادر أن الإدارة الذاتية الموعودة ستقام في المناطق «أ» وبعض مناطق «ب» و«ج» من أراضي الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القرى والبلدات المحيطة، مثل أبو ديس، دون أي ذكر لمدينة القدس المحتلة.
تنسف الخريطة الأميركية بشكل كامل كل ما صدر من قرارات دولية بشأن القضية الفلسطينية، وما تم الاتفاق عليه سابقا بين الطرفين، كما تتجاهل بنود مبادرة السلام العربية. المشروع الأميركي لا يأتي على ذكر الدولة الفلسطينية المستقلة وحدود 67 وحق العودة للاجئين والقدس الشرقية.
الحكم الذاتي هو مشروع صهيوني قديم، تبناه اليمين في إسرائيل وأخفقت حكوماته المتتالية بفرضه على الشعب الفلسطيني. وفي مراحل لاحقة من الصراع اقترب الطرفان من التوافق على مبدأ حل الدولتين، بضغط من إدارات أميركية سابقة، لكن مع وصول ترامب إلى الحكم في أميركا وصعود اليمين المتطرف في إسرائيل تراجع الحديث تماما عن حل الدولتين.
إسرائيل دولة الاحتلال ذاتها تغيرت، فليس اليسار الذي اختفى فيها تماما بل اليمين التقليدي أيضا وحل مكانهما تيار متطرف هيمن على الاتجاه العام في الرأي العام الإسرائيلي. تيار يقوده غلاة المستوطنين والقتلة، يساندهم أعتى رموز اليمين في أميركا وفي قلب الإدارة الأميركية.
الوسيط الأميركي نفسه «كوشنير» يهودي متشدد وداعم للحركة الصهيونية، ويمثل مصالحهم في واشنطن، ولا يتخيل أحد أن شخصا بمواصفاته يمكن أن يلعب دور الوسيط النزيه، أو يدعم حق الفلسطينيين بدولة مستقلة.
من المتوقع أن يطرح ترامب بشكل مباشر أفكاره للحل على الطرفين في اجتماع مقرر مع محمود عباس وبنيامين نتانياهو على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا الشهر. ورغم التوقعات الحذرة عربيا حيال الأفكار الأميركية إلا أن الاتجاه العام يشعر بخيبة أمل مبكرة في ضوء ما تمخضت عنه زيارة كوشنير للمنطقة.
ثمة من يعتقد أن ترامب وبعد الجولة الاستكشافية لمبعوثه في المنطقة، لن يقدم على طرح حل متكامل يلزم به الجميع، وسيكتفي بدفع الطرفين لاستئناف المفاوضات من حيث المبدأ وضمن جدول زمني، على أن تلتزم الإدارة الأميركية بما يتوصل له الطرفان من خلال المفاوضات.
واضح منذ الآن أن نتانياهو لن يكون أكثر كرما من كوشنير، وسيناور في حدود الأفكار المقترحة أميركا، لا بل سيعمد لتحجيمها بفكرة السلام الاقتصادي وإنعاش الضفة الغربية دون الاقتراب من حل الدولتين.
الإدارة الأميركية وكما صرح ترامب أكثر من مرة لن تضغط على إسرائيل للقبول بحلول جاهزة. هذا يعني ببساطة أن إسرائيل ستدخل المفاوضات وهي متحررة من أية التزامات، بينما يكون الجانب الفلسطيني تحت الضغط لعدم تفويت فرصة سانحة للسلام.
عند هذا الحد سينتهي كل شيء، ولا يعود هناك طريق للسلام يسلكه الفلسطينيون.