أرسلت لي المواطنه الغزاوية سلمى حمودة رسالة، قالت فيها هذه آخر رسالة أكتبها من زاوية بيتنا المدمر، وقد احتميت بإحدى زواياه، وأنتظر الدفاع المدني... أرسلت رسالتها لكل من تعرفه.. بمن فيهم مراسلو الجزيرة.. وبعد ست ساعات قالت: شكرا لقد وصلوا إني اتنفس، أنقذوني.. وبقيت وحيدة، ليتني استشهدت فلم أدرِ إلى أين أذهب، لا بيت ولا مدرسة ولا مستشفى ولا منزل ولا مال ولا غذاء ولا سماء، فقد احتلته الطائرات وآلة الحرب تسحق كل شيء.
فمدينة غزة وشمال غزة تُباد بالكامل بالردم دون وجود تغطية إعلامية إلا ما ندر، لم يعد فيها سكن ولا مدارس ولا مستشفيات:
- المحافظة الوسطى تباد بالجوع وارتفاع الأسعار وقطع الإمدادات من خضراوات ودقيق، وبضائع بعد فصل الجنوب عن الوسطى عدا عن قصفها المتواصل ليل نهار.
- خانيونس تباد بالتهجير والقصف المتواصل في كل اتجاه.
- رفح تقصف على مدار الساعة وتستقبل النازحين الجدد من - خانيونس ولا يوجد فيها أماكن لاستقبالهم والناس تفترش الأرض..
-أصوات القصف المدفعي والجوي والبحري ورصاص الدبابات يغطي قطاع غزة من رفح جنوبا إلى بيت حانون شمالا..
- وضع لا يحتاج لمحلل سياسي ولا عسكري ولا استراتيجي ولا خطبة صمود من القيادات المرفهين، يحتاج فقط لرفع الصوت عالياً أوقفوا الحرب عن غزة. غزة لم تعد بالمطلق صالحة للحياة!!
كل الشكر والتقدير إلى أمين عام الأمم المتحدة الذي وقف في وجه اللوبي الصهيوني، ووجه رسالة إلى مجلس الأمن قال فيها إن الحرب في غزة «قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة للسلم والأمن الدوليين». واعتمد الأمين العام على المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة التي نادرا ما تستخدم والتي تخوله «لفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حماية السلم والأمن الدوليين».