تواصل آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة قصفها وعدوانها المتوحش على قطاع غزة، حيث أوقعت خسائر بشرية بالآلاف بين شهداء وجرحى، كما تم تدمير مستشفيات ومدارس إيواء وطواقم إسعاف ومئات المنازل والمباني السكنية، حتى أن عدد الشهداء كما أعلنت وزارة الصحة تجاوز نحو 16 ألفاً وأكثر من 42 ألف جريح 70 % منهم أطفال ونساء.

وسيستمر هذا العدوان بشكله وعنفه الحالي، وستستمر الحرب لمدة شهرين على الأقل كما توقع وزير الأمن الاسرائيلي يوآڤ غالانت، وهو ما سيزيد الأوضاع سوءاً وعناء، ورغم كل الدعوات لوقف هذه الحرب فإن إسرائيل تؤكد أنها لن تتوقف.

الخارجية الفلسطينية من جابنها رحبت بمبادرة أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في دعوته لعقد جلسة لمجلس الأمن، لكي يتحمل مسؤولياته في وقف فوري لإطلاق النار، على خلفية الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، اعتمادا على المادة (99) من ميثاق الأمم المتحدة.

ولاشك أن هذه المبادرة «خطوة ضرورية جدا»، تتسق مع المهام المنوطة بالمجلس، ومؤسسات الشرعية الدولية، وتنسجم مع التحذيرات الدولية واسعة النطاق من تداعيات الكارثة الإنسانية التي حلت بالمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، جراء حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي منذ أكثر من شهرين.

إذن لابد أن يدعم قادة العالم والدول مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة، والالتفاف حولها، لدفع مجلس الأمن إلى الوفاء بالتزاماته، واتخاذ قرار بوقف إطلاق النار؛ نظرا لوقوع المئات من الشهداء والمصابين يوميا من المدنيين في قطاع غزة.