صباح أمس الأول – الأربعاء - كانت موجة ضباب كثيفة والجو ملبداً بالضباب.. وجل الناس لا يستطيعون الخروج والسير في الطرقات أثناء الضباب إلا النزر البسيط اليسير.. الذي تدفعه الحاجة والحاجة الماسة للخروج.. لا أذيع سراً إذا قلت إن هناك وظيفة اسمها (استشاري مدارس) واستشارية لكننا نكتب اختصاراً -بالصيغة الغالبة- يعنى بدراسة القضايا المتعلقة بالتعليم بمدرسته أو مرحلته المكلف بها.. من مهامه تقديم الدعم النوعي لكل ما يخدم عناصر العملية التعليمية في مدرسته ومرحلته.. وقد تكون مدرسته بعيدة عن الدوحة في المدن البعيدة جداً.. ونحن نتفق مع مَن يقول إن الضباب من مهددات حياة مستخدمي الطريق لكثرة الحوادث – رغم الجهود الجبارة لإدارة المرور والإعلام التوعوي إلخ.. وقد عاصرت حوادث وأحداثاً تستحق أن تسجل ولكن نقتصد ونختصر.. نقدم هنا وجهة نظر.. نرى في تقديرنا أن هناك ما يستحق التوقف عنده ككل وجهة نظر تقبل المناقشة.. ككل شيء في هذه الحياة.. قد تشكل إضافة أو معلومة من باب الإحاطة والعلم ليس إلا.. سأطرح وجهة النظر ربما يكون لها محل من الإعراب.. استشاري المدرسة لماذا لا نصنفه (أكاديمياً) ويكون على الكادر الأكاديمي أسوة بغيره ! وهو من هو.. ينزل الميدان ويُعنى بالكثير من البنود الأكاديمية المكلف بها بالمدرسة !! لماذا يتعين على الاستشاري والاستشارية الذهاب للأماكن البعيدة خارج الدوحة أيام الضباب والتقلبات الجوية خاصة في أيام الشتاء معرضين أنفسهم وأنفسهن للمخاطر دون أن تكون هناك حوافز مادية أسوة بغيرهم أو معنوية !! أو مخاطر طريق ! لماذا لا يصنفون أسوة بغيرهم على الكادر الأكاديمي ويتقاضون ما يستحقون من امتيازات.. وكفى الله الاستشاريين عدم الرضا والتذمر والصدام أحياناً.. وقس على ذلك! يا سادة الذي يعاني يفر ولا يستقر فحافظوا على هذه الكفاءات القطرية (وأعدلوا معهم هو أحسن وأقرب للتقوى) ولي أن أتساءل هنا: لماذا نصر على استخدام الأسلوب التقليدي في الزيارات المدرسية وغيرها من إجراءات سائدة في التقييم والاختبارات وغيرها.. ونحن نعيش في أواخر العام 2023 /‏ وعلى مشارف 2024 وهناك الإعلام الرقمي والأون لاين (online) والتفجر المعرفي.. نريد إجراءات وآليات عمل جديدة.. في الميدان من تخطيط وسياسات وابتكار ومبادرات حقيقية ملموسة.. الاستشاريون والاستشاريات في الشوفة في الفزعات والملمات.. اغدقوا عليهم بالرضا وبالامتيازات كغيرهم حتى يستقروا ولا يفرون.. هناك في واقع الحال إجراءات تنفيذية سائدة مؤلمة ! مثلها الاستغناء عن المنتدبين للأقسام والإدارات والذين شكلوا فيها دفعة ودفقة وومضات ونبضات وبصمات ولمسات.. ولكن جار حكم السائد من إجراءات عليهم وهم الأنفع والأصلح للوزارة والإدارة والقسم من عودتهم للميدان.. إذا غاب فقه الأولويات تقهقرت الخطوات وتمخضت القرارات عن ضعف وسادت الفوضى.. وأكتفي بهذا القدر.. نحن بحاجة إلى المراجعات والموازنات وفقه الأولويات حتى نتقدم ونتعلم ونفهم ونغنم.. لأن قطر تستحق منا الأكثر والأفضل والأعظم.. وعلى الخير والمحبة نلتقي.