شارك معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في جلسة مباحثات رسمية، عقدها أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، مع السيد أنتوني بلينكن، وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية، حيث عبروا عن خيبة أملهم جراء فشل مجلس الأمن الدولي، وللمرة الثانية، في التصويت على قرار بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية، وذلك بعد استخدام الولايات المتحدة الأميركية حق النقض «الفيتو»، على الرغم من تأييد «13» من أعضاء المجلس الـ«15» لهذا القرار.

خيبة الأمل التي عبر عنها أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية كان لها ما يبررها، إذ أن استخدام الفيتو شكل إهانة مخزية للمعايير الإنسانية، وامتدادا لازدواجية المعايير الدولية التي فشلت فشلا ذريعا في هذا الامتحان، كما شكلت رخصة جديدة لدولة الاحتلال لمواصلة القتل والتدمير والتهجير، وإجحافا بحق القانون الدولي وقواعده الخاصة بالحروب، وهو أمر مخزٍ للغاية، على اعتبار أن استمرار العدوان معناه قتل المزيد والمزيد من الأبرياء المدنيين، وبخاصة الأطفال، الذين يشكلون النسبة الأعلى من بين الضحايا.

إن موافقة «13» دولة على القرار تعطي إشارة بالغة الأهمية على الرغبة الدولية في وقف هذا العدوان، ووضع حد لآلة القتل الإسرائيلية، التي استهدفت كل مظاهر الحياة في قطاع غزة، وإجهاضه يوجه رسالة في غاية السوء، مفادها أن مجلس الأمن الدولي لم يعد المكان القادر على صون وحماية الأمن والسلم الدوليين على الإطلاق.