«إنها الفترة الأكثر خطورة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، ويعود القسم الأكبر من السبب في ذلك إلينا».
هذه خلاصة رأي ريتشارد هاس رئيس «مجلس العلاقات الخارجية» الذائع الصيت والمعروف، تعليقا على سلسلة التغييرات الأخيرة التي أجراها الرئيس الأميركي في فريق عمله، وآخرها تعيين جون بولتون السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة مستشارا لشؤون الأمن القومي، والتي أدت إلى وضع سياسة بلاده الخارجية بأيدي صقور من أصحاب الميول الحربية، ليتزامن ذلك مع استحقاقات حاسمة خصوصا بشأن إيران وكوريا الشمالية. ينظر كثيرون إلى التغيرات على أنها استهدفت «العقلاء» القلائل الذين كانوا يسهرون على الرئيس «كثير الهفوات»، وسيكون الاختبار الأول الاتفاق حول النووي الإيراني الذي يهدف إلى منع طهران من امتلاك قنبلة ذرية ويعتبره الثلاثي بولتون بومبيو هايلي وكذلك ترامب، ضعيفا جدا، لكن هذا الاتفاق أبرم بقرار من مجلس الأمن الدولي وتدافع عنه بشراسة الدول الأخرى دائمة العضوية في المجلس، وكذلك ألمانيا التي وقعت النص.
نعود لبولتون، فهذا التعيين رأى فيه مركز الأبحاث «دبلوماسي ووركس» مايمكن اعتباره «أسوأ أوجه المغامرة في السياسة الخارجية الأميركية». فهل سيتخذ بولتون مواقف شديدة الحدة على رأس الفريق المكلف مساعدة ترامب على رسم سياسة الأمن القومي؟ وهل سيأخذ الرئيس بها؟.
هذا هو السؤال المهم في كل القصة، ولمعرفة الإجابة الأكثر احتمالا لابد من مراعاة بعض الحقائق أهمها أن إقدام واشنطن على التنصل من الاتفاق النووي يستدعي وجود بديل، إذ أن إيران لن ترضخ لفكرة تغيير الاتفاق، وبالتالي فإن الانسحاب الأميركي من هذا الاتفاق لن يعني شيئا على الإطلاق إلا إن قررت الولايات المتحدة دخول حرب شاملة مع إيران، وهي حرب مستحيلة ليس بسبب قوة إيران العسكرية، وإنما بسبب الحليف الروسي، الذي سيجعل مثل هذا الخيار جحيما لايطاق للأميركيين.
قد يكون بولتون و«صقور» ترامب الآخرين متشددين للغاية، لكنهم ليسوا مجانين بالتأكيد، لذلك فإن أقسى ما يمكن أن يحدث هو إشاعة أجواء من الفوضى والاضطراب في العلاقات الدولية، ليس إلا.
بقلم : حسان يونس
هذه خلاصة رأي ريتشارد هاس رئيس «مجلس العلاقات الخارجية» الذائع الصيت والمعروف، تعليقا على سلسلة التغييرات الأخيرة التي أجراها الرئيس الأميركي في فريق عمله، وآخرها تعيين جون بولتون السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة مستشارا لشؤون الأمن القومي، والتي أدت إلى وضع سياسة بلاده الخارجية بأيدي صقور من أصحاب الميول الحربية، ليتزامن ذلك مع استحقاقات حاسمة خصوصا بشأن إيران وكوريا الشمالية. ينظر كثيرون إلى التغيرات على أنها استهدفت «العقلاء» القلائل الذين كانوا يسهرون على الرئيس «كثير الهفوات»، وسيكون الاختبار الأول الاتفاق حول النووي الإيراني الذي يهدف إلى منع طهران من امتلاك قنبلة ذرية ويعتبره الثلاثي بولتون بومبيو هايلي وكذلك ترامب، ضعيفا جدا، لكن هذا الاتفاق أبرم بقرار من مجلس الأمن الدولي وتدافع عنه بشراسة الدول الأخرى دائمة العضوية في المجلس، وكذلك ألمانيا التي وقعت النص.
نعود لبولتون، فهذا التعيين رأى فيه مركز الأبحاث «دبلوماسي ووركس» مايمكن اعتباره «أسوأ أوجه المغامرة في السياسة الخارجية الأميركية». فهل سيتخذ بولتون مواقف شديدة الحدة على رأس الفريق المكلف مساعدة ترامب على رسم سياسة الأمن القومي؟ وهل سيأخذ الرئيس بها؟.
هذا هو السؤال المهم في كل القصة، ولمعرفة الإجابة الأكثر احتمالا لابد من مراعاة بعض الحقائق أهمها أن إقدام واشنطن على التنصل من الاتفاق النووي يستدعي وجود بديل، إذ أن إيران لن ترضخ لفكرة تغيير الاتفاق، وبالتالي فإن الانسحاب الأميركي من هذا الاتفاق لن يعني شيئا على الإطلاق إلا إن قررت الولايات المتحدة دخول حرب شاملة مع إيران، وهي حرب مستحيلة ليس بسبب قوة إيران العسكرية، وإنما بسبب الحليف الروسي، الذي سيجعل مثل هذا الخيار جحيما لايطاق للأميركيين.
قد يكون بولتون و«صقور» ترامب الآخرين متشددين للغاية، لكنهم ليسوا مجانين بالتأكيد، لذلك فإن أقسى ما يمكن أن يحدث هو إشاعة أجواء من الفوضى والاضطراب في العلاقات الدولية، ليس إلا.
بقلم : حسان يونس