أقامت وزارة الثقافة ندوة ثقافية بعنوان «جهود دولة قطر في إحياء التراث الإسلامي»، على المسرح الرئيسي بدرب الساعي، وذلك ضمن فعاليات اليوم الوطني للدولة 2023، حضر الندوة نخبة من المفكرين القطريين مثل الدكتور إبراهيم عبدالله الأنصاري، الدكتور خليفة جاسم الكواري، وادار الندوة الداعية الشيخ يحيي بطي النعيمي، واستهلت الندوة بمداخلة من د. خالد الانصاري أكد خلالها على أن الإسلام والايمان ارتبطا بالعلم ارتباطا وثيقا، وأن أول آية نزلت في القرآن الكريم تحض على العلم، كما أن هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تبرز فضل العلم.
وأكد أن حكام دولة قطر أولوا العلم عناية كبيرة، وأنهم اعتنوا بنشر الكتب وتوزيعها، وخاصة كتب التراث الديني، ما جعل دولة قطر الدولة في مصاف الدول في نشر العلم الشرعي.
وتناول جهود والده الشيخ عبدالله الأنصاري في نشر العلم، وكذلك جهوده في إنشاء المعهد الديني، وذلك عام 1954، حيث اختار له والده المدرسين ووضع لهم المناهج، وكان يدير كافة شؤون المعهد، الذي درس به في بادئ الأمر قرابة 180 طالبا، وذلك قبل شروع الدولة في التعليم النظامي، وأنه مع تحول التعليم إلى منظومة نظامية، أصبح المعهد ضمن هذه المنظومة.
وذكر أن والده اهتم بتعليم وتحفيظ القرآن الكريم، علاوة على إدارة الشؤون الدينية بوزارة التربية والتعليم قبل أن تتحول إلى إدارة إحياء التراث الإسلامي، وكانت هذه الإدارة تعنى بنشر الكتب الدينية.
كما توقف عند توزيع المصحف الكريم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بإهداء من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والذي طبع منه قرابة 20 ألف نسخة موزعة على كل من مكة والمدينة، وذلك قبل إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، لتوزع هذه النسخ من المصحف المهداة من قطر إلى مساجد مكة بعد إنشاء مجمع الملك فهد.
كما تطرق لجهود والده في إنشاء مراكز تحفيظ القرآن الكريم، والتي بلغت 45 مركزا للبنين، و6 مراكز للفتيات، وعمل في هذه المراكز قرابة 200 مدرسا، و45 مدرسة، كما اشرف والده على المسابقة السنوية لحفظ القرآن الكريم والتي كانت تقدم لها جوائز خلال احتفال سنوي، ورصد جهود والده في طباعة كتب العلم والتراث.
وفي مداخلة د. خليفة جاسم الكواري، أكد خلالها أن جهود قطر في إحياء التراث تمتد إلى عهد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، وخلفه حكام قطر الذين اعتنوا بالعلم ونشره، وهذه ميزة تميز دولة قطر وحكامها في توزيع الكتب، ما يجعل قطر سباقة في توزيع الكتب على نطاق واسع.
ولفت إلى جهود حكام قطر في نشر العلم وإحياء التراث، للدرجة التي جعلت كثيرا من المؤرخين والكتاب يثمنون جهود دولة قطر وحكامها في هذا الشأن.
وتوقف عند جهود الجهات الرسمية التي اعتنت بتوزيع الكتب ونشرها.
وانتقل إلى الحديث عن مصحف قطر، والمراحل التي مر بها، بدءا من كونه فكرة إلى واقع عملي بطرح المناقصات، والتي خلقت منافسة قوية بين المشاركين، إلى أن تم التدشين في مارس 2010، واصفا ذلك بالإنجاز العظيم والنوعي لدولة قطر، ويعد من إنجازات صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وتطرق لطبعات مصحف قطر، والتي بدأت أولاها عام 2010 والثانية 2012 والثالثة 2015 والرابعة 2019 والخامسة عام 2022.