كما هو العهد دائما، جاءت كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، خلال قمة جدة للأمن والتنمية، صريحة وواضحة: لا أمن ولا استقرار ولا تنمية في ظل النزاعات، وفي مقدمة هذه النزاعات تداعيات الاحتلال الإسرائيلي، الذي يلقي بظلاله القاتمة على أمن المنطقة واستقرارها وتنميتها.لقد كانت القضية الفلسطينية على الدوام في صلب الاهتمامات القطرية، لإدراك قطر العميق أن هذا النزاع لطالما كان أحد أهم مصادر التوتر وعدم الاستقرار، وكما أوضح سموه، حفظه الله، فإن هذا التوتر سيظل قائما ما لم تتوقف إسرائيل عن انتهاكاتها للقانون الدولي، محذرا من أن المخاطر المحدقة بالمنطقة في ظل الوضع الدولي المتوتر تتطلب إيجاد حل عادل ودائم لهذه القضية.في كلمته الهامة أكد صاحب السمو أنه لا يجوز أن يكون دور العرب اقتراح التسويات، ودور إسرائيل رفضها والزيادة بالتعنت كلما قدم العرب تنازلات، مشيرا إلى أن الدول العربية أجمعت، رغم خلافاتها، على مبادرة سلام عربية، ولا يصح التخلي عنها لمجرد أن إسرائيل ترفضها.إن ما قاله صاحب السمو يستدعي التوقف عنده مليا، فلا يمكن تحقيق الازدهار المنشود طالما بقي هذا الوضع قائما، وطالما استمر الصد الإسرائيلي لجميع المبادرات من أجل إيجاد حل دائم وعادل وشامل للقضية الفلسطينية. لقد عبر سموه عن مشاعر العرب والمسلمين جميعا، ووضع العالم بأسره أمام مسؤولياته.في قضية أمن الخليج، أكد سموه على ضرورة حل الخلافات في المنطقة بالحوار القائم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية، كما أكد على حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وفقا للقواعد الدولية، مشددا على أن تحقيق الاستقرار في منطقة الخليج ضروري، ليس لها فحسب، بل للمجتمع الدولي بأسره.لقد اتسمت كلمة صاحب السمو بالصراحة التامة، وعبرت بأمانة عن كل ما يتعين القيام به لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في هذه المنطقة الحيوية من العالم.