في عام 1995 فاز المكسيكي ماريو مولينا بجائزة نوبل للكيمياء، ولكن الحديث ليس عن كيمياء المختبرات، أساسًا هذا شيء لا أجيد الحديث عنه، والكيمياء مادة لم أهضمها ولم تهضمني طوال سنوات جهادي على مقاعد الدراسة، ولكن الحديث عن كيمياء السعادة فقد كان ماريو مولينا يقوم أسبوعيًا بتحضير الطعام لفنيي الصيانة في المختبر الذي يعمل فيه في جامعة بركلي في كاليفونيا، ويقول إن أسعد لحظات حياته عندما يرى عمال الصيانة سعداء وهم يأكلون الطعام الذي حضره لهم!
الحائز على جائزة نوبل في الطب لعام 2000، بول جرينجارد هو الآخر كان لديه مبادرة جميلة في إسعاد الآخرين، فقد كان يكتب رسائل امتنان لكل من يصنع معه معروفًا، مهما بدا صغيرًا لصانعه، كان يكتب لجاره: شكرًا لك، منظر الورد على شرفتكَ جميل جدًا. ويكتب لسائق سيارة الأجرة: شكرًا لك، قيادتك حكيمة وتبعث على الارتياح. ويكتب لطفل يلعب كرة القدم في الحديقة العامة: شكرًا لك لقد كانت تمريراتك متقنة!
ليس هناك أسهل من إسعاد إنسان، كذلك بالمقابل ليس هناك أسهل من التنكيد عليه وإفساد يومه! ولا أعرف لماذا يختار البعض شرّ السهلين في حين بإمكانه اختيار خيرهما!
السعادة كالحبّ والمعروف تزداد بالمشاركة ولا تنقص، والإنسان السويّ يشعر بلذة مضاعفة في السعادة التي يمنحها أكثر مما يشعر بلذة في السعادة التي يحصل عليها، الذي يشتري الهدية يفرح بالابتسامة التي ترتسم على وجه من قدمها إليه أكثر مما يشعر من تلقاها، والذي يعطي الصدقة أسعد بها ممن أخذها، والبار بوالديه أسعد ببره منهما به، والمُعانِق أسعدُ من المُعانَق، والعافي أسعد من المعفيِّ عنه، إن سعادة العطاء أكبر بكثير من سعادة الأخذ، ولكن كثيرًا من الناس لا يعلمون!
اصنع يوما إنسانا تصنع يومك!
ثناء لزوجة على طبقٍ أعدته يصنع يومها
ابتسامة لعامل نظافة في الشارع تصنع يومه
إشادة بتصرف جميل لأحدهم
الإعجاب برأي سديد لآخر
الشكر على منشور جميل وصلك
الإصغاء لمن يريد أن يفضفض
السؤال البسيط عمن تغير حاله
الاتصال بزميل متغيب
سؤال صديق عن قريب مريض
تعزية آخر بفقيد
كل هذه الأشياء البسيطة تصنع أيام الناس، وما العمر إلا محطات قصيرة ولحظات، وكما يقول مصطفى محمود: نحن لا نملك أكثر من أن نهوّن على بعضنا الطريق!
بقلم : أدهم شرقاوي
الحائز على جائزة نوبل في الطب لعام 2000، بول جرينجارد هو الآخر كان لديه مبادرة جميلة في إسعاد الآخرين، فقد كان يكتب رسائل امتنان لكل من يصنع معه معروفًا، مهما بدا صغيرًا لصانعه، كان يكتب لجاره: شكرًا لك، منظر الورد على شرفتكَ جميل جدًا. ويكتب لسائق سيارة الأجرة: شكرًا لك، قيادتك حكيمة وتبعث على الارتياح. ويكتب لطفل يلعب كرة القدم في الحديقة العامة: شكرًا لك لقد كانت تمريراتك متقنة!
ليس هناك أسهل من إسعاد إنسان، كذلك بالمقابل ليس هناك أسهل من التنكيد عليه وإفساد يومه! ولا أعرف لماذا يختار البعض شرّ السهلين في حين بإمكانه اختيار خيرهما!
السعادة كالحبّ والمعروف تزداد بالمشاركة ولا تنقص، والإنسان السويّ يشعر بلذة مضاعفة في السعادة التي يمنحها أكثر مما يشعر بلذة في السعادة التي يحصل عليها، الذي يشتري الهدية يفرح بالابتسامة التي ترتسم على وجه من قدمها إليه أكثر مما يشعر من تلقاها، والذي يعطي الصدقة أسعد بها ممن أخذها، والبار بوالديه أسعد ببره منهما به، والمُعانِق أسعدُ من المُعانَق، والعافي أسعد من المعفيِّ عنه، إن سعادة العطاء أكبر بكثير من سعادة الأخذ، ولكن كثيرًا من الناس لا يعلمون!
اصنع يوما إنسانا تصنع يومك!
ثناء لزوجة على طبقٍ أعدته يصنع يومها
ابتسامة لعامل نظافة في الشارع تصنع يومه
إشادة بتصرف جميل لأحدهم
الإعجاب برأي سديد لآخر
الشكر على منشور جميل وصلك
الإصغاء لمن يريد أن يفضفض
السؤال البسيط عمن تغير حاله
الاتصال بزميل متغيب
سؤال صديق عن قريب مريض
تعزية آخر بفقيد
كل هذه الأشياء البسيطة تصنع أيام الناس، وما العمر إلا محطات قصيرة ولحظات، وكما يقول مصطفى محمود: نحن لا نملك أكثر من أن نهوّن على بعضنا الطريق!
بقلم : أدهم شرقاوي