رحل رجل من رجالات الكويت.. رجل مواقف كان يؤديها بصمت منذ تعيينه محافظا لمحافظة حولي عام 1961 وحولي كانت تعرف بأنها منطقة الفلسطينيين.. وقد شهدوا في عهده الأمن والأمان والاستقرار فاستحق أعلى وسام فلسطيني يقدم لقائد عربي خدم القضية الفلسطينية بصمت.
حين اختارني السيد عبد اللطيف محمد البرجس محافظ حولي من 1988 - 1990 للعمل معه أمين سر لمحافظة حولي قلت له هذه محافظة أسس بنيانها سمو الشيخ نواف في عهد المغفور له عبد الله السالم رحمه الله وطيب ثراه فقد رأى فيه الكفاءة لحفظ الأمن والسلام في هذه المحافظة التي منها الشيخة اليمامة والدة الشيخ نواف رحمهما الله..
وقد اختار سموه دار يمامة مقرا لمجلسه وإقامته وفاء لأمه وأطلق على المنطقة التي بها الدار باسم الصديق تيمنا باسم الخليفة الراشد أبو بكر الصديق..
حين التحقت بالعمل في محافظة حولي وجدت العديد من الموظفين الذين عايشوا سموه واستمعت إلى الكثير من القصص الإنسانية التي تبناها سموه لإقامة العدالة وإحقاق الحق، وحين تم اختياره وزيرا للداخلية عام 1976 من قبل الشيخ صباح السالم كانت الكويت تمر بمنعطف كبير لتأييدها المطلق للقضايا العربية وشهدت فترة ولايته لوزارة الداخلية جزءا من الحرب العراقية - الإيرانية.. وهي أقسى مرحلة استطاع فيها سموه أن يعبر بالكويت إلى شاطئ الأمان فواجه محاولة اغتيال الأمير الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد الجابر بحزم ووقف بشدة في مواجهة التفجيرات ومنها تفجير جريدة الرأي العام عام 1980 فكان هو والشيخ سعد أول الحاضرين لموقع الانفجار وبتوجيهاته تم القبض على الجناة في أقل من أسبوع..
وحين تولى وزارة الدفاع وتعرضت الكويت للعدوان بقي مع الشيخ سعد في الجيوان لمقاومة المحتل وكان آخر مَن غادر الكويت من القيادات المطلوبين.
وخلال حرب التحرير كان يشغل المنصب وعاد بإنسانيته إلى بلد المحبة ليختاره شقيقه الشيخ صباح الأحمد وليا للعهد لما يتحلى به من كفاءة وخلق.
رحمك الله يا أبا فيصل، لقد ارتقت روحك مع أرواح شهداء الأقصى ليزفوك ناصرا ومناصرا ومؤديا لواجبك وهـــو ما نراه ونلمسه من قول وفعل من شعبك وحكومتك.