يُحكى أنّ ملكاً طلب من وزيره أن يحفرَ في الليل حفرةً في وسط الطريق، ويضع فيها صندوقاً مليئاً بالذهب، ويضع على فم الحفرة صخرة، وأن يكلف حارساً أن يراقب ما الذي سيفعله الناس في الصباح!
مرَّ تاجرٌ فرأى الصخرة وقال: هذا تسيّب، كيف لم يرَ الحارسُ الأحمقُ من الذي وضع الصخرة هنا؟
مرَّ رسامٌ فرأى الصخرة وقال: أي مستهتر فعل هذا؟! وأكمل طريقه.
مرَّ ثلاثةُ أصدقاء فقالوا: هذا بلد لا يطاق، الفساد والفوضى في كل مكان.
مرَّ فلاحٌ وقال: خطأ جسيم أن تكون الصخرة هنا سأزيحها، حاول أن يفعل ولكنها كانت ثقيلة، طلب من المارة أن يعاونوه، وبالفعل استطاعوا إزاحتها، وكم كانت دهشته عظيمة عندما رأى الصندوق وفتحه فإذا هو مليء بالذهب وفيه رسالة من الملك يقول فيها:
هذه هدية الملك لمن بادر بحل المشكلة بدل أن يشكو منها!
الناسُ في هذه الدنيا يقسمون إلى قسمين:
قسم يلعن الظلام وقسم يُوقِد شمعة!
ولستُ أنكر لعن الظلام، الباطل يجب أن يُعرّى، والظلمُ يجب أن نُخبر عنه! ولكن تعرية الباطل، والإخبار عن الظلم هو نوع من إيقاد الشموع أيضا! ولكن أحياناً يكون لعن الظلام وسيلة العاجز فقط، يحسب وهو يمارسه أنه قام بالدور الذي عليه، في حين أن الدور الأمثل والحقيقي هو إيقاد الشمعة!
السقف الذي ينز بالماء كل مطر لن تتعافى صدوعه إذا جلسنا تحته نلعن المطر! أصلح سقف بيتك ولتمطر متى شاءت!
الطقس البارد لن يصبح دافئاً إذا لعنّا الريح، دفئ نفسك!
الولد المتأخر دراسياً لن يحل مشكلته تأففك منه، درِّسه، خذ بيده، استغِلْ قدراته على ضآلتها تتغير الحال ولو قليلاً!
قولك إن فلاناً لا يصلي لعن للظلام، أخذه معك إلى المسجد هو إيقاد شمعة!
قولك إن فلانة لبسها مستفز لعن للظلام، نصحها هو إيقاد شمعة!
قولك أن فلاناً جاهل لعن للظلام، إعطاؤه كتاباً هو إيقاد شمعة!
وهذا العالم لن يتغير بلعن الظلام، وإنما بإيقاد الشموع!
كل طريق شُقّت كان آلاف قد لعنوا صعوبة المسير هناك حتى قرر أحدهم أن يشق طريقاً.
كل جسر رُفع بين ضفتين كان آلاف قد لعنوا طول المسافة حتى قرر أحدهم أن يُنشئ جسراً.
كل دواء تم اختراعه كان آلاف الناس قد لعنوا المرض حتى قرر أحدهم أن يصنع دواءً.
حين كان الناس يلعنون النار قرر أحدهم أن يخترع إطفائية!
وحين كان الناس يلعنون البحر قرر أحدهم أن يخترع سترة نجاة!
وحين كان الناس يلعنون الحرب قرر أحدهم أن ينشئ ملجأً!
وحين كان الناس يلعنون الجفاف قرر أحدهم أن يحفر بئراً!
الفكرة أن المشاكل لن تكف عن الحدوث، والصعوبات لن تنتهي، والأزمات لن تزول، ولكن الفرق بين الناس أن بعضهم سلبي ينشغل بشتم المشكلة والبعض إيجابي ينشغل بحلها!
لا يوجد في هذا العالم ظلام أقبح من الشرك والضلال، ولكن الله سبحانه لم يكن يأخد الناس بالشرك والضلال ابتداءً، كان يضيء لهم شمعة، كان يرسل نبياً!
بقلم : أدهم شرقاوي
مرَّ تاجرٌ فرأى الصخرة وقال: هذا تسيّب، كيف لم يرَ الحارسُ الأحمقُ من الذي وضع الصخرة هنا؟
مرَّ رسامٌ فرأى الصخرة وقال: أي مستهتر فعل هذا؟! وأكمل طريقه.
مرَّ ثلاثةُ أصدقاء فقالوا: هذا بلد لا يطاق، الفساد والفوضى في كل مكان.
مرَّ فلاحٌ وقال: خطأ جسيم أن تكون الصخرة هنا سأزيحها، حاول أن يفعل ولكنها كانت ثقيلة، طلب من المارة أن يعاونوه، وبالفعل استطاعوا إزاحتها، وكم كانت دهشته عظيمة عندما رأى الصندوق وفتحه فإذا هو مليء بالذهب وفيه رسالة من الملك يقول فيها:
هذه هدية الملك لمن بادر بحل المشكلة بدل أن يشكو منها!
الناسُ في هذه الدنيا يقسمون إلى قسمين:
قسم يلعن الظلام وقسم يُوقِد شمعة!
ولستُ أنكر لعن الظلام، الباطل يجب أن يُعرّى، والظلمُ يجب أن نُخبر عنه! ولكن تعرية الباطل، والإخبار عن الظلم هو نوع من إيقاد الشموع أيضا! ولكن أحياناً يكون لعن الظلام وسيلة العاجز فقط، يحسب وهو يمارسه أنه قام بالدور الذي عليه، في حين أن الدور الأمثل والحقيقي هو إيقاد الشمعة!
السقف الذي ينز بالماء كل مطر لن تتعافى صدوعه إذا جلسنا تحته نلعن المطر! أصلح سقف بيتك ولتمطر متى شاءت!
الطقس البارد لن يصبح دافئاً إذا لعنّا الريح، دفئ نفسك!
الولد المتأخر دراسياً لن يحل مشكلته تأففك منه، درِّسه، خذ بيده، استغِلْ قدراته على ضآلتها تتغير الحال ولو قليلاً!
قولك إن فلاناً لا يصلي لعن للظلام، أخذه معك إلى المسجد هو إيقاد شمعة!
قولك إن فلانة لبسها مستفز لعن للظلام، نصحها هو إيقاد شمعة!
قولك أن فلاناً جاهل لعن للظلام، إعطاؤه كتاباً هو إيقاد شمعة!
وهذا العالم لن يتغير بلعن الظلام، وإنما بإيقاد الشموع!
كل طريق شُقّت كان آلاف قد لعنوا صعوبة المسير هناك حتى قرر أحدهم أن يشق طريقاً.
كل جسر رُفع بين ضفتين كان آلاف قد لعنوا طول المسافة حتى قرر أحدهم أن يُنشئ جسراً.
كل دواء تم اختراعه كان آلاف الناس قد لعنوا المرض حتى قرر أحدهم أن يصنع دواءً.
حين كان الناس يلعنون النار قرر أحدهم أن يخترع إطفائية!
وحين كان الناس يلعنون البحر قرر أحدهم أن يخترع سترة نجاة!
وحين كان الناس يلعنون الحرب قرر أحدهم أن ينشئ ملجأً!
وحين كان الناس يلعنون الجفاف قرر أحدهم أن يحفر بئراً!
الفكرة أن المشاكل لن تكف عن الحدوث، والصعوبات لن تنتهي، والأزمات لن تزول، ولكن الفرق بين الناس أن بعضهم سلبي ينشغل بشتم المشكلة والبعض إيجابي ينشغل بحلها!
لا يوجد في هذا العالم ظلام أقبح من الشرك والضلال، ولكن الله سبحانه لم يكن يأخد الناس بالشرك والضلال ابتداءً، كان يضيء لهم شمعة، كان يرسل نبياً!
بقلم : أدهم شرقاوي