صبي في السابعة عشرة شك في سلوك شقيقته المطلقة، حاول ردعها، راقبها، فضبطها متلبسة، فقتلها بـ 30 طعنة انتقاماً لشرفه.
الشاب العربي.. اذا ارتكب مثل هذا الفعل، تقوم قيامة منظمات حقوق المرأة الاوروبية والاميركية مطالبة باعدام هذا الشاب شنقاً ورمياً بالرصاص وبالغاز، لان منظمات حقوق الإنسان الغربية لا تعرف معنى «الشرف» عند العربي، الذي لم يبق لديه من المبادئ الا هذا السلاح، الذي يحافظ به على عرضه، وماله.. بعد ان افقدوه شرف الدفاع عن ثغور وطنه الذي يستباح صباح مساء.
منظمات حقوق الإنسان، لا تعرف ان لدى كل شاب عربي موروثا اخلاقيا ودينيا يجعله اكثر غيرة على اهل بيته من زوجات وشقيقات وبنات عم وبنات خال وبنات خالة، فلا يقبل ان يوصف بـ«الديوث» من اصدقائه، والديوث هو الذي لا يغار على عرضه، ومن منا لا يغار، فلقد شاهدت طفلاً في السادسة في مكان عام يحاول تغطية ساق والدته التي انكشفت على غفلة منها، وقد همس في اذنها بكلمات لم افهم مضمونها، ولكن تعبيرات وجه الطفل كانت تشير إلى غضب على والدته التي لم تنتبه لحال ساقها.. فهذا الطفل نشأ على الغيرة على عرضه.. واذا كان يرفض ظهور ساق والدته فكيف له ان يقبل بسلوك سيئ من احدى محارمه أو اللواتي يقعن في دائرة عرضه.
منظمات حقوق الإنسان الغربية، ترى في هذا تخلفاً، لأن فتيات الغرب خلعن العفة، وبات جسد المرأة مستباحاً، وتمسكوا بشيء معنوي يحافظون على شرفهم به، وهو ان يكون القلب ملكاً للرجل فقط، اما الجسد فليس مهماً ان يستباح، حتى وان كان الناتج سفاحا، وتختلط الانساب.
لقد اهتزت مشاعري حين قرأت حكاية امرأة اقترنت برجل، وانجبت منه بنتاً، وفارقته، وبعد سبعة عشر عاماً جاءت ابنتها لتقول انها حامل، ومن من، من نفس الرجل الذي اقترنت به امها، أي ابوها. فالحفاظ على الشرف، ومنع الزنا بأنواعه هو حفاظ على الأنساب، وحتى لا يتزوج الاخ اخته أو الاب ابنته.. خاصة ونحن في عالم متغيرات: ابناؤنا يغادرون للجامعات، وبناتنا كذلك، وكثير من الابناء يقعون في خطأ الزواج العرفي وزواج المتعة، أو يقيمون علاقات مع غيرهم، ويكون الناتج سفاحاً، فيكبر هذا السفاح وقد يلتقي مع شقيقته أو شقيقها في نفس البلد أو نفس الجامعة ولا يعرفان انهما شقيقان فيرتكبان الجريمة الكبرى.
فترسيخ الحفاظ على الشرف بين ابنائنا مهم، مهما كانت الدعوات التي تطلقها منظمات حماية حقوق المرأة، فالمرأة هي الحضن لكل رذيلة اذا لم تحصن.
فلنغرس في قلوب وعقول ابنائنا الحفاظ على شرف المحارم لنحافظ على ابنائنا ولكن.. عليهم ان يتحققوا دائماً قبل ان يرتكبوا جريمة بحق بريئة لم ترتكب اثما.. وان يضعوا امام اعينهم دائماً قوله تعالى: «يا ايها الذين آمنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».

بقلم : سمير البرغوثي