ما الذي يجعل الشركات تتهاوى؟
الإجابة البسيطة هي غياب الأفكار المبدعة، لكن خبراء الاقتصاد لا يميلون لمثل هذا التبسيط، ومعهم كل الحق، فهناك أسباب أكثر تعقيدا، مثل سوء الإدارة وتشبث المديرين بالمناصب القيادية، وإبعاد الكفاءات الشابة، أو تهميشها خوفاً من المنافسة، وتولي مناصبهم مستقبلاً، بالتالي تشيخ المؤسسات؛ لأن الإدارة كلها من رعيل أول لم يلتفت إلى تدريب وتأهيل قادة المستقبل.
العديد من الشركات انتهت لأنها لم تتطور أو تتقبل تطبيق أفكار إبداعية، بل حاربها المديرون في غرف الاجتماع وعند مجلس الإدارة بشتى الطرق، ونبذوا تطبيق سياسات جديدة أو حتى تعديل منتجهم، بالتالي أصبحوا في طي النسيان مثل شركة بلاك بيري، موقع ياهو، شركة نوكيا للهواتف النقالة التي كانت أسهمها قبل حوالي عشرين عاماً تتداول بين 31 و32 دولاراً، واليوم تبلغ قيمة السهم حوالي 5 دولارات مخلفة وراءها أسطورة شركة الهواتف النقالة التي رفضت إدارتها التغيير فهوت بقوة عند صعود منافسيها.
شركة كوداك التي عمرت 130 سنة، كانت من أكبر الشركات قيمة في السوق وذات أرباح عالية، وتتمتع بتصنيف ائتماني عال، وكان لها نصيب أكثر من 90 % من إجمالي الصور التقليدية في السوق الأميركية عن طريق تحميض الأفلام، وقد كانت الشركة تسجل أرباحاً خيالية من بيع الكاميرات التقليدية وتحميض الأفلام. كل هذا لم يمنع سقوطها عندما أخفقت إدارتها إخفاقة كبيرة وأصابت في مقتلها عندما رفضت الولوج إلى عالم التصوير الرقمي.
صناع الساعات السويسرية واجهوا شيئا مشابها لدى ابتكار اليابانيين الساعات الرقمية، وقد تكبدوا نتيجة ذلك خسائر مالية جسيمة، وفي التاريخ أمثلة لا تحصى على سوء التقدير، لعل أبرزها ما واجهته «نوكيا» التي لم تهتم كثيرا عندما أطلقت «أبل» هاتفها التفاعلي، معلنة ميلاد عصر جديد. الدول كالشركات تماما، إما أن تسير على إيقاع العصر، أو تواجه الإفلاس.
تأملوا حال الشرق الأوسط، ومعظم دوله تعلن إفلاسها، واحدة بعد الأخرى.
بقلم : حسان يونس
الإجابة البسيطة هي غياب الأفكار المبدعة، لكن خبراء الاقتصاد لا يميلون لمثل هذا التبسيط، ومعهم كل الحق، فهناك أسباب أكثر تعقيدا، مثل سوء الإدارة وتشبث المديرين بالمناصب القيادية، وإبعاد الكفاءات الشابة، أو تهميشها خوفاً من المنافسة، وتولي مناصبهم مستقبلاً، بالتالي تشيخ المؤسسات؛ لأن الإدارة كلها من رعيل أول لم يلتفت إلى تدريب وتأهيل قادة المستقبل.
العديد من الشركات انتهت لأنها لم تتطور أو تتقبل تطبيق أفكار إبداعية، بل حاربها المديرون في غرف الاجتماع وعند مجلس الإدارة بشتى الطرق، ونبذوا تطبيق سياسات جديدة أو حتى تعديل منتجهم، بالتالي أصبحوا في طي النسيان مثل شركة بلاك بيري، موقع ياهو، شركة نوكيا للهواتف النقالة التي كانت أسهمها قبل حوالي عشرين عاماً تتداول بين 31 و32 دولاراً، واليوم تبلغ قيمة السهم حوالي 5 دولارات مخلفة وراءها أسطورة شركة الهواتف النقالة التي رفضت إدارتها التغيير فهوت بقوة عند صعود منافسيها.
شركة كوداك التي عمرت 130 سنة، كانت من أكبر الشركات قيمة في السوق وذات أرباح عالية، وتتمتع بتصنيف ائتماني عال، وكان لها نصيب أكثر من 90 % من إجمالي الصور التقليدية في السوق الأميركية عن طريق تحميض الأفلام، وقد كانت الشركة تسجل أرباحاً خيالية من بيع الكاميرات التقليدية وتحميض الأفلام. كل هذا لم يمنع سقوطها عندما أخفقت إدارتها إخفاقة كبيرة وأصابت في مقتلها عندما رفضت الولوج إلى عالم التصوير الرقمي.
صناع الساعات السويسرية واجهوا شيئا مشابها لدى ابتكار اليابانيين الساعات الرقمية، وقد تكبدوا نتيجة ذلك خسائر مالية جسيمة، وفي التاريخ أمثلة لا تحصى على سوء التقدير، لعل أبرزها ما واجهته «نوكيا» التي لم تهتم كثيرا عندما أطلقت «أبل» هاتفها التفاعلي، معلنة ميلاد عصر جديد. الدول كالشركات تماما، إما أن تسير على إيقاع العصر، أو تواجه الإفلاس.
تأملوا حال الشرق الأوسط، ومعظم دوله تعلن إفلاسها، واحدة بعد الأخرى.
بقلم : حسان يونس