قال السيد محمد العلي إن ظاهرة المغالاة في تكاليف الزواج والمفاخرة في غلاء المهور ليست مقصورة على قطر وحدها ولكنها منتشرة في المجتمعات العربية وإن كانت بنسب متفاوتة، ومن تداعياتها السلبية إيجاد الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والسلوكية على مستقبل الأسرة عموما، وفيما بعد يمكن أن تتواجد الخلافات بين الزوجين حتى لو لم يكملا عامهما الأول من الزواج.
لقد أصبحت الظاهرة للأسف مظهرا من مظاهر المباهاة والتفاخر بين الناس، بصرف النظر عما يترتب عليها من مشاكل، لكن إذا حسنت النوايا يمكن التغلب عليها من خلال إرساء قيم المشاركة بين المؤسسات المختلفة في المجتمع ابتداء من الأسرة التي يجب أن تنشئ أبناءها وبناتها على معنى الزواج الحقيقي وأهدافه الدينية والاجتماعية، وليس الطمع في المال، وإنما الهدف أسرة مستقرة وناجحة، تنعم بالسكينة والمودة والرحمة، فما قيمة المهر المبالغ فيه إذا كان الزوج غير آمين على زوجــته، يهينهــا ويسـيء إليها وإلى أهلها، لكن إذا كان الزوج كريم الخلق وكريم العطاء في بيته لزوجته وأولاده ويتحمل مسؤولية الأسرة ويوفر الضروريات فهو أفضل من غني لا يحافظ عليها، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال عن النساء ما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم.