غداة اختتام جولة الرئيس الأميركي جو بايدن في المنطقة، اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونظموا جولات استفزازية في باحته، وتلقوا شروحات حول «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوسا تلمودية في منطقة باب الرحمة في المنطقة الشرقية للأقصى.هذا الاستفزاز يؤكد مرة أخرى أن تل أبيب ليست في وارد الانخراط بأي عملية سلام حقيقية، وهو يؤكد مرة أخرى على الحاجة الملحة لنقل القضية إلى مجلس الأمن، ومنذ فترة دعت الصين المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة للحيلولة دون تحول القضية الفلسطينية عن مسارها بشكل كامل. وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عن الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة إنه «من المقلق استمرار التوسع في المستوطنات الإسرائيلية والتعدي على الأراضي الفلسطينية والموارد الطبيعية، وتقويض حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير». وأضاف أن التوسع الاستيطاني يزيد من صعوبة تحقيق حل الدولتين، كما حث الكيان الإسرائيلي على تنفيذ القرار رقم «2334»، ووقف كل الأنشطة الاستيطانية، والتوقف عن تقويض أساس حل الدولتين، منوها إلى أن قضية فلسطين هي اختبار حقيقي للعدالة والنزاهة الدوليتين، مشددا على أن الإدارة المجزأة للأزمة لا يمكن أن تحل محل تسوية شاملة وعادلة.الموقف الصيني مبدئي، وهو ما يجب أن يعبر عنه بقية أعضاء مجلس الأمن الدولي، من أجل إيجاد حل دائم وعادل وشامل لهذا الصراع، عبر توجيه إدانة صارمة وواضحة للسلطات الإسرائيلية، ببسبب الجرائم والانتهاكات اليومية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني من جهة، والدفع باتجاه الحل من جهة أخرى، لكن الموقف الدولي، للأسف الشديد، يراوح مكانه، ويكتفي، في أحسن أحواله، بقرارات أممية لا تنفذ، أو بيانات إدانة وشجب ومواقف شكلية لا قيمة لها.