+ A
A -

عادت الولايات المتحدة إلى مسرح الشرق الأوسط مرة أخرى، وإن كان من قبيل المبالغة القول إنها ابتعدت عنه تماما منذ انتخاب الرئيس جو بايدن.هناك أولويات لكل شيء، والأولوية اليوم للحرب على أوكرانيا، وتمتين التحالف مع الدول الأوروبية، وتقوية حلف «الناتو».لبنان كان في وضع الترقب، والعديد من المحللين فيه يعتقدون أن العودة الأميركية تعنيهم كما تعني الآخرين، وهذا صحيح، لكن ما هو غير صحيح هو انتظار شيء له مغزاه يمكن أن يحرك الوضع المتأزم في هذا البلد، ومن ذلك الدفع باتجاه تشكيل حكومة.الرهان على الخارج يكمن في صلب السياسة اللبنانية، وانتظار «كلمة السر» من هذا الطرف أو ذاك كان على الدوام المحرك الأساسي، ويبدو أن هذا «الإرث المفتون بالخارج» ما زال مستمرا، بدليل حالة الترقب التي واكبت جولة الرئيس الأميركي، اعتقادا من البعض، وربما الجميع، بأن لبنان مدرج على سلم أولويات السياسة الخارجية الأميركية، بسبب نفطه وغازه المدفونين في البحر، وهذا غير صحيح، أو بمعنى أدق سابق لأوانه، على اعتبار أن المساعي الأميركية لإنشاء حلف دفاعي جديد في الشرق الأوسط وإعادة رسم التحالفات في المنطقة تحتاج إلى تغييرات جذرية في السياسة الأميركية تجاه المنطقة، وهذا غير واضح حتى الآن، فلدى الولايات المتحدة أهداف ومصالح تتجاوز، وتتعارض ربما، مع مصالح دول الشرق الأوسط، لذلك سيكون من المبكر للغاية الحديث عن «عودة أميركية قوية»، واستتباعا الحديث عن اهتمام أميركي بالشأن اللبناني، والضغط لتشكيل حكومة أو اختيار رئيس جديد للبنان.أمام هذه «الضبابية السياسية» يتعين على اللبنانيين البحث عن حلول ذاتية لمشكلاتهم، بتشكيل حكومة جديدة ثم انتخاب رئيس توافقي، والاصطفاف ورائهما للخروج من عنق الزجاجة، بعيدا عن المماحكات المعهودة التي أوصلت لبنان إلى حافة اليأس واقتربت من تحويله إلى دولة فاشلة «بجدارة».

copy short url   نسخ
18/07/2022
5