عندما كان القائد العربي حافظا للقرآن ومعلما له وحافظا للسنة النبوية ومعلما لها وحافظا لألفية ابن مالك كان قائدا قويا قادرا على مواجهة الإمبراطوريات الرومانية والفارسية والصينية والسند والهند، وتمكن محمد الثقفي ابن السبعة عشر ربيعا من فتح بلاد السند والهند، وتمكن عثمان الثاني فتح القسطنطينية وهو شاب..أما قتيبة الباهلي فقد أخذ من ملك الصين ما أراد، يقول ابن الأثير: وكان قتيبة بعد أن فتح كاشغر قد كتب له ملك الصين (الإمبراطور شوان زونغ) أن يبعث له رجلا شريفا يخبره عنهم وعن دينهم، فانتخب قتيبة عشرة وكان منهم هبيرة بن مشمرج الكلابي، فقال لهم إذا دخلتم عليه فأعلموه أني قد حلفت أني لا أنصرف حتى أطأ بلادهم وأختم ملوكهم وأجبي خراجهم، فساروا وعليهم هبيرة فلما قدموا عليهم دعاهم ملك الصين فدخلوا عليه وعنده عظماء قومه فجلسوا ولم يكلمهم الملك ولا أحد ممن عنده فنهضوا فقال الملك لمن حضره: كيف رأيتم هؤلاء؟ فقالوا: رأينا قوما ما هم إلا نساء ما بقي منا أحد إلا انتشر ما عنده.فلما كان الغد دعاهم فلبسوا الوشي والعمائم الخز والمطارف وغدوا عليه فلما دخلوا قيل لهم ارجعوا وقال لأصحابه كيف رأيتم هذه الهيئة؟ قالوا: أشبه بهيئة الرجال من تلك، فلما كان اليوم الثالث دعاهم فشدوا سلاحهم ولبسوا البيض والمغافر وأخذوا السيوف والرماح والقسي وركبوا، فنظر إليهم ملك الصين فرأى مثل الجبل فلما دنوا ركزوا رماحهم ودفعوا خيلهم كأنهم يتطاردون، فقال الملك لأصحابه: كيف ترونهم؟ قالوا ما رأينا مثل هؤلاء.فلما أمسى بعث إليهم أن ابعثوا إلي زعيمكم فبعثوا إليه هبيرة، فقال له ملك الصين: «قد رأيتم عظم ملكي وإني سائلكم عن أمر فأن لم تصدقون قتلتكم»، قال: «لِمَ صنعتم بزيكم الأول اليوم الأول والثاني والثالث؟»، قال هبيرة: «أما زينا الأول فلباسنا في أهلنا والثاني فزينا إذا أمنا أمراءنا والثالث فزينا لعدونا»، قال: «ما حسن ما دبرتم دهركم فقولوا لصاحبكم ينصرف فإني قد عرفت قلة أصحابه وإلا بعثت إليكم من يهلككم»، فقال له هبيرة: «كيف يكون قليل الأصحاب من أول خيله في بلادك وآخرها في منابت الزيتون؟ وأما تخويفك إيانا بالقتل فإن لنا آجالا إذا حضرت فاكرمها القتل وقد حلف أن لا ينصرف حتى يطأ أرضكم ويختم ملوككم ويعطى الجزية».فقال ملك الصين لهبيرة: فما الذي يرضي صاحبكم؟ قال: إنه حلف ألا ينصرف حتى يطأ أرضكم، ويختم ملوككم، ويعطي الجزية، قال: فإنا نخرجه من يمينه ونبعث تراب أرضنا فيطأه ونبعث إليه ببعض أبنائنا فيختمهم ونبعث إليه بجزية يرضاها فبعث إليه بهدية وأربعة غلمان من أبناء ملوكه أجازهم فأحسن فقدموا على قتيبة فقبل قتيبة الجزية وختم الغلمان وردهم ووطئ التراب.هؤلاء القادة حجموا التنين والفيل..نعد العدة ونعد أبناءنا ليكونوا قادة المستقبل..